الاثنين، 10 يناير 2011



يومڪ يومڪ



إذا أصبحت فلا تنتظر المساء .. اليوم فحسب ستعيش ,
فلا امس الذي ذهب بخيره وشره ولا الغد الذي لم يأت الى الان ..
اليوم الذي اظلتڪ شمسه وأدرك نهاره هو يومڪ فحسب ..
عمرڪ يوم واحد , فأجعل في خلدڪ العيش لهذا اليوم وڪانك ولدت فيه وتموت فيه ..
حينها : لا تتعثر حياتڪ بين هاجس الماضي وهمه وغمه .. وبين توقع المستقبل وشبحه المخيف وزحفه المرعب ..
لليوم فقط اصرف ترڪيزڪ واهتمامڪ وإبداعڪ وڪدڪ وجدڪ,
فلهذا اليوم " لا بد أن تقدم صلاة خاشعة , وتلاوة بتدبر , وإطلاعا بتأمل , وذڪرا بحضور ,
وإتزانا في الأمور , وحسنا في خلق , ورضا بالمقسوم , واهتماما بالمظهر ,
واعتناء بالجسم ونفعا للآخرين.

ستعيش لليوم هذا الذي انت فيه .. فتقسّم ساعاته وتجعل من دقائقه سنوات ومن ثوانيه شهورا ,
تزرع فيه الخير , تسدي فيه الجميل , تستغفر فيه من الذنب , تذڪر فيه الرب , تتهيأ للرحيل
, تعيش هذا اليوم فرحا وسرورا وأمنا وسڪينة , ترضى فيه برزقڪ بزوجتڪ بأطفالڪ بوظيفتڪ ببيتڪ بعلمڪ بمستواڪ ..

(فخذ ما آتيتڪ وڪن من الشاڪرين)
تعيش هذا اليوم بلا حزن ولا انزعاج ولا سخط ولا حقد ولا حسد.

إن عليڪ أن تڪتب على لوح قلبڪ عبارة واحدة تجعلها ايضا على مڪتبك تقول

(يومڪ يومڪ).

إذا اڪلت خبزا حارا شهيا هذا اليوم فهل يضرڪ خبز الأمس الجاف الرديء ؟!
أو خبز غد الغائب المنتظر.؟!

إذا شربت ماء عذبا زلالا هذا اليوم فلماذا تحزن من ماء أمس الملح الأجاج ؟!
أو تهتم لماء غد الآسن الحار. ؟!

إنڪ لو صدقت مع نفسڪ بإرادة فولاذية صارمة عارمة لأخضعتها لنظرية:

لن أعيش إلا لهذا اليوم.

يومڪ يومڪ أيها الإنسان
أروع ڪلمة في قاموس السعادة لمن أراد الحياة في أبهى صورها وأجمل حللها.

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق